باكستان تواجه أزمة في قطاع التعليم بعد تعرضها لفيضانات عارمة
باكستان تواجه أزمة في قطاع التعليم بعد تعرضها لفيضانات عارمة
تواجه باكستان التي تعرضت مؤخرا لفيضانات مدمرة، أزمة جديدة، بعد أن تخلف ملايين الأطفال عن الذهاب إلى المدارس، كما يواجه الغالبية العظمى من الطلبة خطر احتمالية عدم العودة إلى المدارس أبدا.
وقال مدير منظمة أنقذوا الأطفال في باكستان خورام جوندال، اليوم الثلاثاء: "إننا نشهد أزمة صحية وأزمة حماية، أما الآن فنشهد أزمة تعليم في باكستان"، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وبعد أن أثرت الفيضانات غير المشهودة من قبل على أكثر من 33 مليون شخص وأودت بحياة 1719 على مدار أسابيع، يصارع الناجون موجة متزايدة من الأمراض، كما يتغيب الأطفال عن المدارس.
وتشير منظمة أنقذوا الأطفال إلى تعرض 23 ألفا و900 مدرسة لأضرار أو للتدمير، كما يتم استخدام أكثر من 5000 مدرسة كمخيمات إغاثة، وتقع نحو نصف المدارس في إقليم السند بجنوب البلاد.
وقال مستشار رئيس وزراء إقليم السند لشؤون إعادة التأهيل والإغاثة رسول بوكس تشانديو، إن هناك نحو 12 ألف مدرسة في الإقليم تعرضت لأضرار بسبب الفيضانات، كما تعطل تعليم نحو مليوني طفل.
وكشفت دراسة مموّلة جزئيا من البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي، خلصت إلى أن باكستان منيت بخسائر نتيجة الفيضانات بلغت قيمتها 32,4 مليار دولار وستحتاج إلى 16,2 مليار دولار لإعادة الإعمار والتأهيل.
وحصدت الفيضانات الكارثية في باكستان أرواح 615 طفلاً، وفي الوقت الحالي، يحتاج ما يقرب من 10 ملايين طفل الآن إلى دعم فوري منقذ للحياة، وفقا لمنظمة اليونيسف.
ويواجه اليوم أكثر من نصف مليون طفل (520 ألفاً) سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM) ويحتاجون إلى علاج فوري، ويعاني ما يقرب من 80 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية ويحتاجون إلى تدخلات طبية عاجلة.
وتضرر نحو 33 مليون شخص من الأمطار الغزيرة والفيضانات، بما في ذلك ما لا يقل عن 7.9 مليون شخص نزحوا من بيوتهم، وقُتل أكثر من 1600 شخص وأصيب أكثر من 12800 شخص بين 14 يونيو و28 سبتمبر نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات، وفقاً للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.